الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في عملها المسرحي الجديد: ليلى الشابي تتحدى الممنوعات ونفاق أهل السياسة والدين

نشر في  19 أفريل 2016  (12:27)

«طرشيقة» هو عنوان العمل المسرحي الذي أنجزته الفنانة ليلى الشابي مؤخرا بالاشتراك مع المخرج محمد علي المداني، وقد تابعنا العرض الذي قدمته الشابي يوم الأحد على ركح مسرح «الريو» بالعاصمة وهو من نوع الكوميديا السوداء.

دون لف ودوران، استهلت ليلى الشابي عملها بنقد الأحداث التي مرّت بها البلاد بعد الثورة قائلة إنّ «أغلى حاجة مُكلفة في البلاد هي الدستور»، لترسم منذ الوهلة الأولى مقومات نصها المسرحي الذي تضمن نقدا لاذعا لأهل السياسة، هؤلاء الذين إذا «حكموا فينا درجين، فلّسوا البلاد» وغيرها من المواقف الساخرة التي كشفت الوجه الحقيقي لمن ينافقون ويتزلفون بإسم السلطة والشرعية التي قالت عنها انها بمثابة «الطاعون لدى العرب».

ومن السياسة انتقلت ليلى الشابي إلى موضوع الحب الذي قارنت أجواءه ومصائره لدى العرب و«القورّة» (الأوروبيين)، فبينما يحتفي هؤلاء بالحب كقيمة سامية تبعث السعادة في النفوس، يخجل منه العرب ويخفونه كما لو كان جريمة أو فضيحة.

ثمّ تعود ليلى الشابي الى عالم السياسة من خلال عملية تخييلية استحضرت فيها ملامح تونس وقد أضحت تحت حكم «أمير المؤمنين» وما يستتبع ذلك من طقوس اجتماعية دخيلة على خصوصيات المجتمع التونسي، كل ذلك عبر نص هزلي محبوك تفاعل معه الجمهور كثيرا. ومع نهاية عملها المسرحي، تؤكد ليلى الشابي على حبها للوطن فهي «المرا ونص وابنة الجازية التي تضحي بدمها من أجل تونس».

ولعلّ اللافت في هذا «الوان ويمن شو» هي المسافة التي رسمتها ليلى الشابي بينها وبين عبثية البلاد وممنوعاتها، فتميزت بقوّة شخصيتها وبرفضها للنفاق السائد وللمواثيق الاجتماعية التي تقف حاجزا أمام حرية الفرد.

في «طرشيقة»، كسرت ليلى الشابي القيود والأصفاد التي تكبل العقليات والتصرفات، وتحدثت بطلاقة المرأة التي «عاشت» و«خبرت الناس» عن مفارقات المجتمع واعوجاجاته فضلا عن نفاق السياسيين وغيرهم من الوصوليين والمتشددين فكانت «طرشيقة فنية» معبرة عما نعاني منه وعما نرنو إليه.

شيراز بن مراد